عندما تسأل أطفالًا بعمر 5 سنوات عما يريدون أن يصبحوا عندما يكبرون، يجيب العديد منهم طبيب بيطري، أو طيار، أو لاعب كرة قدم، أو راقصة باليه، أو رجل إطفاء، اعتمادًا على المكان الذي تطرح فيه السؤال في العالم. ولحسن الحظ، يقول البعض أيضًا إنهم يريدون أن يصبحوا مزارعين، كما روى لي أب شاب في بنجالور قصته الملهمة خلال رحلتي الأخيرة إلى الهند.
يعمل ناريش ن.ك. كمساعد إداري في جامعة العلوم الصحية والتكنولوجيا متعددة التخصصات (تي دي يو)، وهي جامعة خاصة ذات تركيز فريد لم أره من قبل في أي مكان آخر في العالم. تستخدم هذه الجامعة العلوم الحديثة مثل علم النبات العرقي وتكنولوجيا الأغذية والعلوم الطبية والبيطرية لفهم ودمج حكمة الأيورفيدا الهندية القديمة في ممارسات ومنتجات وسياسات صحة الإنسان والحيوان.
يشارك ناريش في مشروع مع أكسس أجريكلتشر بالتعاون مع الجامعة، حيث نقوم بتقييم تأثير بعض الفيديوهات التدريبية لمزارعي الألبان والمترجمة إلى لغة الكانادا المحلية، على معرفة المزارعين وممارساتهم، وكيف يساعد ذلك في تعزيز المنتجات الطبيعية وتربية الماشية وتقليل بقايا المضادات الحيوية في الحليب. عندما التقينا ناريش، بدأ يتحدث بشكل عفوي عن تجاربه السابقة مع الفيديو.
"خلال فترة كوفيد، أصبح شراء المواد الغذائية من السوق باهظ الثمن ولم نكن نعرف ما هي المواد الكيمياوية التي تم رشها على المحصول. نظرًا لأن دماء المزارعين تجري في عروقي، رغم أنني انتقلت إلى المدينة قبل 20 عامًا، فقد بدأت في البحث على موقع يوتيوب. وبدأت في زراعة الأغذية العضوية في أوعية على شرفتي. كلما كنت بحاجة إلى نصيحة، كنت أتصل أيضًا بالمزارعين في بلدتي، الذين قدموا لي نصائح مفيدة."
من خلال ملء الأوعية بالتربة الحمراء، وخلطها مع ألياف جوز الهند والسماد الدودي المحلي، تمكن ناريش من خلق تربة صحية وغنية لزراعة النباتات على شرفته. وهو يقلب صوره على هاتفه المحمول، ويظهر لي محصولًا رائعًا ومزدهرًا تلو الآخر: هناك الطماطم، والفاصوليا الخضراء، والقرع الثعباني، والقرع الزجاجي، والقرع، والبطاطا الحلوة، وفاكهة الباشن فروت، وحتى العنب.
يتابع ناريش: "السبب الآخر الذي دفعني إلى إنشاء حديقة في الشرفة هو أنه خلال فترة كوفيد تم أغلاق المدارس، لذلك أردت أن أفعل شيئًا في المنزل لإبقاء ابني البالغ من العمر 4 سنوات مشغولاً، لأن كثير من الأطفال يجلسون أمام التلفزيون لساعات. بعد أن قمنا بتأسيس حديقة الشرفة، كان ريشيك غالبًا ما يمسك بيدي ويقول: "تعال يا أبي، دعنا نذهب ونسقي النباتات".
عندما سألت ناريش عن أكثر جوانب حديقة الشرفة التي يحبها ابنه، قال دون أن يرمش: "الطيور والنحل والحشرات الأخرى التي بدأت تأتي إلى شرفتنا. يراقب ريشيك الطيور ويجمع الحشرات ويدرسها بعناية. إنه يكتشف عالم جديد تمامًا."
لقد تأثرت للغاية بقصته. ناريش، وهو والد شاب مهتم يرغب في إبقاء طفله مشغولاً وإطعامه طعامًا صحيًا خاليًا من المبيدات الحشرية، لم يكن قادرًا فقط على زراعة نباتات متنوعة في المدينة فحسب، لكنه غرس أيضًا شغف الطبيعة في طفله من خلال حديقة الشرفة الخاصة به.
من الواضح أن ناريش متحمس للموضوع، حيث واصل كلامه بعيون سعيدة: "كانت هذه هي السنة الأولى التي يذهب فيها ابني إلى المدرسة الابتدائية وعندما سألت المعلمة الأطفال عما يريدون أن يصبحوا عليه لاحقًا في الحياة، وقف ابني وتفاجأ الجميع عندما أجاب "اصنع السماد وأصبح مزارعًا."
ناريش سعيد جدًا بتجربته لدرجة أنه سيواصل قضاء وقت ممتع مع ابنه في زراعة البذور وسقي النباتات ومراقبة الطيور والحشرات وحصاد الطعام. ويختتم قائلاً: "في غضون بضعة عقود، سيعيش معظمنا في المدن وسيكون هناك عدد قليل من المزارعين، وبالتالي فإن أولئك الذين سيعرفون كيفية زراعة الطعام سيكونون ملوك وملكات هذا العالم."
يمكن أن تكون الحدائق المدرسية وسيلة رائعة لتعليم الأطفال السلوك الجيد تجاه البيئة وتناول الطعام الصحي. لكن ناريش ذكّرنا بمدى أهمية دور الوالدين. للآباء تأثير هائل في خلق بيئة تسمح لأطفالهم بالنمو وتحقيق أحلامهم. إن تعريض الأطفال للطبيعة في سن مبكرة، حتى لو كانت مجرد حديقة شرفة متواضعة في المدينة، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في كيفية نمو الناس لتقدير الطعام الصحي والاعتزاز
بالطبيعة.
فيديوهات أكسس أجريكلتشر ذات الصلة
تدريس الزراعة الإيكولوجية في المدارس
يمكن مشاهدة جميع مقاطع الفيديو التدريبية الخاصة بأكسس أجريكلتشر بلغة الكانادا هنا:
www.accessagriculture.org/search/all/kn
